الطفل الموهوب

رواية هيرمان هسه «الطفل الموهوب»، ترجمة فؤاد كامل، وتتضمن الرواية إدانة للنظم التقليدية في مجال التربية والتعليم، فهي قصة صبي نابغة تتحطم روحه تحطماً منتظماً بواسطة أبويه ومعلميه، إذ لما كانوا يحرصون دائماً على نجاحه، فإنهم يتناسون دائماً التفكير في صحته وسعادته، ومن موقفه هذا من تلك المعاملة وضع هيرمان هسه معظم آرائه عن قيمة التربية الشرقية في تنمية الذات.
ولد هيرمان هسه يوم 2 يوليو/تموز عام 1877 بمدينة كالف الألمانية وبدأ حياته بائعاً للكتب بإحدى المكتبات في «بازل» و«توبينجن» في سن الحادية والعشرين بدأ الكتابة ونشر قصائده، وبعد سنوات خمس نجح في إصدار رواياته عن الشباب والمشكلات التربوية والتعليمية، وتوالت رواياته التي لاقت نجاحاً كبيراً، بداية من «كامنتسيند» ثم «الطفل الموهوب» وأردفهما ب«جرترود» و«روسهالده» و«دميان» و«سيدهارتا» وغيرها.
ولم يلبث أن أقام إقامة دائمة في سويسرا احتجاجاً على النزعة الألمانية العسكرية في الحرب العالمية الأولى، وكانت أنظار العالم الغربي متجهة إليه حينذاك بوصفه شخصية كبرى من الشخصيات الأدبية ذات النزعة الإنسانية، والباحثة عن الحكمة، كما يتجلى ذلك في الروايات التي أعقبت مجموعته الأولى من أمثال «ذئب البراري» و«نرجس وفم الذهب» كما كسبت له أشعاره ومقالاته النقدية مكان الصدارة بين المفكرين المعاصرين.